• 2020-07-20

جمعيات شقيقة (1)

جمعية البحرين لرعاية الوالدين

تزخر مملكة البحرين بالعديد من الجمعيات الخيرية والاجتماعية والتي تعمل في الجانب الانساني الاجتماعي والخيري، وهي نجوم تضيئ سماء وطننا الغالي البحرين فالخير باق في امة محمد صلى الله عليه وسلم الى أن تقوم الساعة.
ويطيب لمجلة الاصلاح ان تتناول هذه الجمعيات على حلقات شهرية تعريفا بها ، بتاريخها وأنشطتها ، مع تسليط الضوء على اوجه التعاون فيما بين هذه الجمعيات.

قبل عشر سنوات وبالتحديد في شهر يونيو من العام 2010، شهدت مملكة البحرين بزوغ نجم دار البحرين لرعاية الوالدين على يد مؤسسها، الوجيه أحمد بن محمد البنا وبمشاركة مجموعة من رجالات المحرق وهم شخصيات نيابية واجتماعية فاعلة أذكر منهم الدكتور علي أحمد، د. حسن إبراهيم كمال، عيسى أحمد أبو الفتح، ناصر الشيخ الفضالة، د. مريم هرمس الهاجري، د. مازن العمران، والدكتورة منى المحمود. وجاء إنشاء الدار تلبية لحاجة أهالي المحرق بتخصيص مكان يحتضن كبار السن لقضاء أوقاتهم بما هو نافع ومفيد، حيث تبرع الوجيه أحمد البناء بقطعة أرض يملكها – قرب نادي الخليج سابقًا – أقام عليها على نفقته الخاصة مقرًا للدار.
والهدف من إنشاء الدار تحقيق الرفاه الاجتماعي للوالدين وتعميق التوافق الاجتماعي والنفسي للتكيف مع الحياة، إضافة لإتاحة الفرصة أمام منتسبي الدار من كبار السن في ممارسة الأنشطة والهوايات المناسبة لخبراتهم وميولهم.
ونظرًا لاتساع نشاط الدار تم تحويلها إلى جمعية رسمية لإتاحة الفرصة للتحرك بصورة أشمل لممارسة أنشطتها لتحقيق رسالتها. وبالفعل صدر قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في أغسطس من العام 2013م بتحويل الدار إلى "جمعية البحرين لرعاية الوالدين".
مضت الجمعية قدمًا في تحقيق رسالتها بالريادة والتميز في تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية والترفيهية لكبار السن من أجل اندماجهم الآمن في المجتمع، مع العمل على الاستفادة من توظيف خبراتهم ومهاراتهم المتراكمة في مسيرة التنمية المجتمعيةـ إضافة إلى توفير المقر المناسب لمزاولة الأنشطة والهوايات والدورات وورش العمل الميدانية.
مشروع كفالة المسن
تم إطلاق مشروع كفالة المسن والمتمثل في توفير الكفالة المادية والمعنوية لكبار السن، حيث استفاد من هذا المشروع مئات المسنين بفضل تبرع أهل الخير المحسنين.
جائزة العمل الخيري (وفاء لأهل العطاء)
كما قامت الجمعية بإطلاق ورعاية جائزة سمو الشيخ خليفة بن على آل خليفة للعمل الخيري (وفاء لأهل العطاء)، وتم تنفيذ خمس دورات لهذا الجائزة السنوية ابتداءً من العام 2013 إلى العام 2019م، حيث تم عقد مؤتمرات سنوية بمشاركة نخبة من المهتمين والمتخصصين في العمل الخيري ورعاية كبار السن من عدد من الدول الخليجية والعربية، وتم من خلالها استعراض عدد من البحوث المتخصصة، وتم منح الجائزة للمتميزين من أفراد ومؤسسات فاعلة.
مساعدة كبار السن
كما تقوم بمد يد العون للمحتاجين من كبار السن من خلال برامج المساعدات المتمثلة في ترميم عشرات من البيوت المتهالكة وإعادة تأهيلها بالأثاث والأجهزة المنزلية، وتقديم السلال الغذائية طوال العام مع توفير العلاج والدواء للمحتاجين، إضافة إلى توزيع مبالغ نقدية.
مقر الجمعية الجديد
وطوال السنوات الماضية استمرت الجمعية في ممارسة أنشطتها من خلال مقرها المتواضع، وبفضل من الله تم مؤخرًا الانتهاء من بناء وتجهيز نادي إبراهيم خليل كانو الاجتماعي للوالدين على نفقة عائلة كانو العريقة بمتابعة مباشرة من الأخوين محمد وفؤاد إبراهيم كانو. وهو مركز مثالي يقع بالقرب من مقر الجمعية القديم، ويتميز بأنه صديق للبيئة، ومكون من أربعة طوابق تشمل قاعات لمزاولة الهوايات وقاعات للتدريب وورش العمل إضافة إلى قاعات رياضية متخصصة. وقد بلغت تكلفة بناء النادي وتجهيزه بالأجهزة والمعدات والأثاث بمبلغ مليون دينار.
وعند سرد تاريخ ومسيرة الجمعية لا بد من الإشارة والإشادة بجهود الوجيه أحمد بن محمد البنا صاحب فكرة تأسيس الجمعية والذي بفضل الله تعالى ثم إيمانه بأهداف الجمعية ورسالتها أضحت الجمعية علمًا ضمن مصاف الجمعيات الخيرية العاملة في مملكة البحرين.
وحيث أن الفضل ينسب لأهله فلا يذكر اسم الجمعية وأنشطتها إلا ويذكر معها اسم رجل الخير والإحسان الكبير من دولة الكويت الشقيقة الوجيه عبدالرحمن بن شيخان الفارسي، والذي قدم ويقدم دعمًا مفتوحًا للجمعية شمل وغطى أغلب مشروعاتها الخيرية والتي من أهمها مشروعه الكبير (بيوتهم بيوتنا) لصيانة المنازل الذي أْمَنَ للمسنين المسكن الآمن، وامتد هذا العطاء بتقديم الأجهزة الكهربائية اللازمة إضافة إلى توزيع سلال الخير لتغطية الاحتياجات الغذائية على مدار العام، بارك الله في عمره وذريته وماله.
وقد شهد عام 2018م بداية التعاون العملي بين جمعية البحرين ولجنة الاعمال الخيرية بجمعية الإصلاح، حيث عقدت عدة اجتماعات بين الجهتين أسفرت عن قيام لجنة الأعمال الخيرية بتقديم الدعم المادي والمعنوي للدار، حيث تمثل الدعم المادي في تقديم مجموعة من السلال الرمضانية الغذائية وتقديم 100 أضحية سنويًا ليستفيد منها منسوبي الدار من المسنين من ذوي الحاجة. أما الدعم المعنوي فقد اشتمل بتنفيذ مجموعة من البرامج التدريبية والزيارات المتبادلة للاستفادة من بعضهم البعض.
وتستمر مسيرة جمعية البحرين لرعاية الوالدين نجمة مضيئة في سماء البحرين في خدمة كبار السن بفضل الله تعالى وتوفيقه لجهود القائمين على الجمعية من أعضاء مجلس الادارة، وأصحاب الأيادي الكريمة الممتدة في دعم كافة أنشطة الجمعية.